Translate

السبت، 22 يونيو 2013

قصة حب الملكة (حتشبسوت) والمهندس (سنموت



قصة حب الملكة (حتشبسوت) والمهندس (سنموت):

لقد كانت حتشبسوت المرأة الرجل حقا. حياتها لم تعرف الأنوثة، مثلت نفسها في ملابس الفرعون، ونراها على مسلتها في هيئة شاب يافع يلبس التاج الأزرق المنتفخ يطل منه الصل الملكي فوق الجبهة، وفوق صدرها عقد الملك ذو السبع بردورات أو الستة صفوف وفي خصرها المئزر يغطي ساقيها حتى فوق الركبة وهي تركع بين يدى آمون رع. 

وفي صورة أخرى تظهر بلحيتها المستعارة كعادة الملوك الفراعنة، وهي في جميع صورها ثمثل مفلطحة الصدر وقد رفعت تاء التأنيث من اسمها، فهي ملك مصر لا ملكتها، وهي حتشبسو وليس حتشبسوت. 

كانت حتشبسوت الحبل الذي تعتصم به مصر السفلى والعماد الذي تعتمد عليه مصر العليا، وكانت الدفة المستقيمة للدلتا والسيدة التي تدير الخطط وتصدر الأوامر.

لقد استطاعت الملكة الاستئثار بالحكم مستندة إلى قوة حزب قوي في البلاط الملكي يتكون من سنموت الوزير والمعماري الكبير، وكان (سنموت) هذا شديد الزكاء جم النشاط، ثم (هابو سنيت) كبير الكهان، ثم( نه سي) حامل الأختام، ثم وزير الخزانة.
والأجمل في الحكاية كلها قصة الحب الدافئة التي كتب عنها الكثير من المؤرخين بين حتشبسوت والمهندس «سنموت».


فلقد أحب (سنموت) ملكته حباً جماً فعبر عن حبه هذا ببناء معبدها الشهير في الدير البحري وهو أحد أجمل الأماكن التي من الممكن أن نزورها في العالم. والذى منحته 80 لقبا وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته وممر فلقد اختار "سنموت" أنسب مكان لبناء معبد الحب هذا،وكأنه يريد ان يقول لمحبوبته ان حبهما سيظل خالدا..
فاكانت الملكة وخادمها قد شاركا في «حياة أسطورية»، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الأن.

(سنموت) وهيمنته علي العرش:

كان سنموت أهم شخصية في بلاط حتشبسوت، وقد رأى بثاقب نظره أن زواج حتشبسوت من أخيها تحتمس الثاني كان زواجا صوريا ليظهر أمام الشعب المصري أن على أريكة العرش فرعونا، ولكن الواقع أن حتشبسوت كانت هي المسيطرة على البلاد لأنها الوارثة الحقيقية للعرش.

وكان يرقب تكوينها لحزب يضم بين أعضائه كل رجال الدولة المخلصين الذين أظهروا مهارة وحذقا من أبناء جيلها لتستعين بهم في قضاء مآربها. 

كان أول من وقع اختيار حتشبسوت علي (سنموت) مدير بيت آمون، وكان شابا نشطا يسترعى محياه النظر قادرا طموحا رأى بثاقب نظره أن الفرصة سانحة ليكون له مجدا خالدا. 

أما حتشبسوت ومنذ وقع بصرها عليه اتحدت روحها بروحه وكان مستقبلها مرتبطا تمام الارتباط بأمر وصايته على ابنتيها، ومنذ اللحظة التي وطدت فيها أركان الوصاية على العرش بدا نجم سعد سنموت السياسي يظهر في الأفق ويسطع. كانت أول خطوة فعلتها حتشبسوت أن جعلت سنموت المربي الأول لابنتها الملكية وأميرة الأرضين والزوجة الملكية نفرورع) ومدير البيت العظيم لأملاكها وأملاك ابنتها وكان شريكا فعليا في حكم البلاد.
وأصبح في عهد حتشبسوت تحت إدارته كل ثروة البيت المالك ومدير البيت العظيم للملكتين حتشبسوت ونفرو رع والمراقب والمشرف على كل المشرفين لكل أشغال فرعون. كما كان المسيطر على عبيد الفرعون والمالية والأسلحة وقصر التاج الأحمر، يضاف إلى كل هذه الوظائف الرفيعة وظائف أخرى كان لا يشغلها غير المقربين جدا مثل إعداد أدوات الزينة الملكية للزيارات الرسمية، وملاحظ الغرفات الخاصة والحمام وغرفة النوم أيضا.

سنموت وحالته الاجتماعية:

كان سنموت ينحدر من أسرة متواضعة لم يكن والداه من أصحاب المكانة في الحياة الاجتماعية، فقد كان والده الذي يدعى رعموسي فلاحا رقيق الحال أو جنديا بسيطا قامته قصيرة نحيف ومسن، ولكنه زكي ووالدته السيدة حات نوفر الملقبة تيو تيو ربة بيت عجوز بدينة قصيرة، وكان له ثلاثة أخوة لم يتبوأ واحد منهم مكانة في الدولة باستثناء أخيه سن من الذي استعان به كمساعد له في إدارة شئون الأميرات. 

وتزوج سنموت من امرأتين إحداهما تسمى تفرت حور، والثانية اع حوتب، ولم يخلف أولادا.
يعتبر سنموت حالة فريدة في تاريخ مصر القديمة، فاسمه في أفضل الأماكن المميزة في المعابد ويصور هو وحتشبسوت أمام الإله وكان يحمل لقب كاهن السفينة المقدسة للإله آمون ورئيس كهنة معبد مونتو في آرمنت، وكان إداريا من الدرجة الأولى، بدأ حياته في إدارة ضياع آمون الشاسعة بمعبد الكرنك، وكان المشرف على الغلال والمخازن والحقول والحدائق والماشية والعبيد، ومراقب قاعة آمون بوصفه مدير البيت العظيم ومدير كل أشغال الملك.

مقابر (سنموت) الفريدة:

وهناك ظاهرة فريدة، فسنموت يملك مقبرتين الأولى في تلال شيخ عبد القرنة، والثانية كشف عنها في الدير البحري، وهي تتميز بسمات ترفع سنموت في مرتبة أعلى من عامة الشعب وسائر الأعيان وترتيب المقبرة ونظامها، يدعوان إلى استنطاق معنى شديد التميز، إنها تقع في الحرم المقدس للدير البحري وتشير إلى صلة وثيقة بين الملكة ومهندسها ورغبة مؤكدة في توحيد شعائرهما الجنائزية، فتخطيط مقبرتة والمقبرة الملكية واحد، وشكل التابوتين واحد ومنقوش اسم حتشبسوت على جميع جدران المقبرة، كما أن النصوص الدينية التي نقشت فيها لا تظهر إلا في المقابر الملكية وهذا ما اكد بوجود علاقة حب قوية تربط بينهما.
ولكن نهايتهما الغامضة سويا تجعل قصتهما مهيأة لتكون من أجمل قصص العشاق في التاريخ الإنساني.

فلقد عزل قبل وفاته ولم يدفن في مقبرته، وهشم اسمه من على جدرانها بالمطرقة وتوفيت حتشبسوت بعد حكم دام 20 عاما وقد اعتـُقد في الماضي انها قتلت بسبب التنازع على الحكم واختفائها المفاجئ، ولكن تم التحقق الآن من مومياء حتشبسوت وهي تبدي بوضوح علامات موت طبيعي، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري. وقبرها موجود في وادي الملوك ويرمز له بالرقم KV20. وربما قامت حتشبسوت توسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، ووجد تابوتها موجود بجانب تابوت أبيها..

ولكن ياتي السؤال هل ان الحب هو من وراء الاختفاء ... فبعد عشرين سنة من الحياة كرجل قد تكون قررت ترك العرش من أجل حبيبها (سننموت )و تهرب معه و يختفيا للأبد و كقصة حب لم تعرف مثيل...؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق