Translate

الاثنين، 24 يونيو 2013

عقيدة الموت الثاني عند قدماء المصريين





عقيدة الموت الثاني عند قدماء المصريين:

عندما يموت الانسان تتبعثر أجزائه التسعة (كا – با – رن – ايب – خيت –
خيبيت – ساحو – سخم – آخ) .

أثناء حياة الانسان على الأرض تكون كل مكونات كيانه التسعة فى حالة
اندماج تام , و هذا الاندماج هو ما ينتج عنه ظاهرة "الحياة" .
و لكنها حياة أرضية مؤقته تندمج فيها هذه العناصر التسعة اندماجا
مصمما لفترة محدودة , يتم بعدها تفكك هذه الأجزاء , لكى يتم يجميعها
من جديد بطريقة أخرى تتيح للانسان حياة أبدية , بدلا من الحياة المؤقتة
على الأرض .
لذلك فالموت هو أخطر مرحلة يمر بها الانسان فى تاريخه الكونى لأن
مكونات كيانه التسعة تتبعثر أثناء انفصال الروح عن الجسد المادى .
و اذا بقيت أجزاء الانسان مبعثرة , فهذا ما يعرف ب "الموت الثانى"
لأن هذا يعنى انتهاء الانسان ككيان مستقل له وعى و ذكاء و تفكك
مكوناته و عودتها مرة أخرى ليعاد استخدامها فى الطاقة الكونية .
كان علم السحر فى مصر القديمة معنيا بالحفاظ على وحدة مكونات
الكيان الانسانى و عدم تبعثرها عند انتقاله الى العالم الآخر .
و عملية التحنيط هى جزء من الطقوس السحرية التى تعمل من
أجل حماية الانسان من ذلك المصير المشئوم ... و هو الموت الثانى .
و عملية التحنيط لا تعنى فقط بالجسد المادى و انما يمتد تأثيرها
أيضا الى الأجسام الأخرى .
و مهمة الطقوس السحرية التى تجرى أثناء التحنيط هى الحفاظ
على الأجسام التسعة و تجميعها فى وحدة واحدة و مساعدتها على
المرور من البوابات التى "تفصل/تربط" بين العوالم المختلفة (الأرض /
الدوات / السماء / الأفق ) و تمكينها من عبور هذه البوابات ذهابا و ايابا
بكل حرية .
و الهدف من كل الطقوس السحرية الجنائزية هى مساعدة الانسان فى الحصول على حياة جديد تختلف عن حياته السابقة و هذه الحياة الجديدة تعتمد على ذكاء القلب (الحدس) و تتيح له الانتقال بحرية بين العوالم المختلفة , بل انه يستمتع بجزء من متع العالم الأرض عن طريق امتصاص رحيق (essence) الطعام الذى يقدم على موائد القرابين فى العالم الآخر .
اذا لم يكن الساحر متمكنا من العلوم الروحانية , فان ذلك يعنى كارثة كونية , لأن فى هذه الحالة لن تشرق الشمس , و ستختفى الكائنات الالهية (النترو) من السماء , و سينقلب نظام العالم و يختل ايقاع
الكون و توازنه .
و الساحر بوصفه أستاذا فى الطاقة , يقوم بدعم قوى النور و النظام فى
الكون لتعمل بكل طاقتها .
لذلك كان من ألقاب السحرة فى مصر القديمة (أقطاب النور فى أون) ,
و "أون" هى مدينة هليوبوليس ..... "مدينة النور" .
كان الحفاظ على الحياة و الارتقاء بها من أهم أدوار الساحر فى
مصر القديمة . و كان باستطاعة الساحر أن يجعل الأجسام
الهامدة/الساكنة أجساما مفعمة بطاقة الحياة (الحكا) .
فالتمثال مثلا يبدو لمن يراه شيئا جامدا هامدا لا حياة فيه ,
و لكن باجراء طقوس فتح الفم للتمثال يصبح التمثال مفعما
بطاقة الحياة , أى تسكنه طاقة من عالم الروح .
و فى مقابر الدولة القديمة كان هناك دائما سرداب يحوى تمثال يمثل "الكا" (نسخة أثيرية) للمتوفى . هذا التمثال يتحول الى كيان حى
عن طريق طقوس فتح الفم التى تقوم بشحنه بجزء من الطاقة
الروحانية للمتوفى و التى تعرف باسم "الكا" .
------------------------------------------------------------
من كتاب "السحر و الماورائيات فى مصر القديمة"
(Magic and Mysteries in Ancient Egypt)
للكاتب الفرنسى "كريستيان جاك" (Christian Jacq)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق